ماجدولين ...الجزء الرابع ..بقلمي

كانت ماجدولين تفكر بكلام السايس , ماذا لو تسببت فعلاً بإحراج عبد الوهاب ..
ربما تعقدت الأمور ..ولكن فكرت أن تخفي صوتها على انها خرساء لاتتكلم ولكنها ملمة بأمور التمريض ...
وافق عبد الوهاب على الممرضة الجديدة , يبدوا انه تعبَ وقرر ان يستسلم لها لتساعده في امور حياته ..ولكن دائماً لايدرك المرء كل مايتمنى .. فسرعان ماأكتشف عبد الوهاب
تلك الخدعة الصغيرة من ماجدولين , حينما أشتم عطرها المميز والذي كان يجذبهُ لها ..
فأمسك بها وهي تحاول أن تبتعد عنهُ , فجذبها اليه بقوة وآخذ يمرر يديه على وجهها وشعرها ..فعرفها وليتهُ لم يعرفها , لقد انهارت أعصابه وأعتبر مافعلتهُ ماجدولين كان من دواعي الشفقة عليه ..
حاولت ماجدولين أن تبرر موقفها أمامه ولكن لافائدة ..
طلب منها الخروج من المنزل لايريد أن يراها ثانيةً ... خرجت ماجدولين وهي تذرف دموعاً غزيرة من تلك العيون الزرقاء والجميلة , وأحمرت وجنتيها مما زادتها جمالاً..
ذهبت إلى السايس تشكي له مافعل بها عبد الوهاب ...
ولكن السايس لم يسمع ماتقول , لقد ذاب قلبه وتاه عقله ولم يرى ويسمع سوى دقات قلبه
ذهب مسرعاً وآتى بكرسي وأجلسها , وجلب لها كوب من الماء وبدأ يحكي لها عن قصة حياته ....
قال السايس : أنا اسمي عادل طالب جامعي في المرحلة الآخيرة , من عائلة متوسطة الحال , أسكن بالقرب من هنا والدتي تعمل في حياكة الملابس لأهل القرية والقرى المجاورة ...انها سيدة عظيمة سوف اعرفكِ عليها .....
ظنَ السايس عادل أنه بهذه الطريقة سوف يُنسي ماجدولين حب عبد الوهاب ..ربما لم يكن حباً كان مجرد أعجاب فقط بين الطرفين ..لأن فترة التعارف بينهما قصيرة جداً ثم فصل بينهم ذلك الحادث المؤلم ........
مرت الأيام وعبد الوهاب يزداد سوء .. فقرر والده أن يسافر به للعلاج في الخارج ..
فطلب عبد الوهاب من السايس أن يهتم بالخيول وأن يبلغ ماجدولين أسفه وأن مافعله معها كان خارج عن أرادته .....
علمت ماجدولين بوجهة سفر عبد الوهاب .. فأسرعت إلى والدها لتخبره أنها بحاجة ماسة للسفر وتوسلت له وساعدتها والدتها وأخبرته انها ليست وحدها بل صديقاتها على نفس الرحلة .......
وأقلعت الطائرة وعلى متنها عبد الوهاب ووالديه ( وماجدولين ) اللتي جلست تراقب عبد الوهاب عن بعُد ...طرحت على نفسها سؤالاً ( هل انا تسرعت بسفري هذا أنا لم أتأكد من حب عبد الوهاب كم انا غبية ) تمنت لو ان الطائرة تخلف مسارها وتعود ...........