فتاة القرية الهاربة .. 11.. بقلمي

كان سمير سعيداً جداً بهذه الرحلة ف جميلة اول حب في حياتهِ .. لذلك هو لم يكف عن مغازلتها ..جميلة استخدمت هنا ذكائها وفكرت أن تغير مجرى الحديث , فقالت : أنظر إلى الغيوم وهي تتجمع في وسط السماء ..!
فاأنتبه سمير لكلامها ونظر إلى السماء ولكن لم يكن مسروراً .. فقالت جميلة مابك وقد تغيرت ملامحك ..
قال سمير : لااادري ولكني لاأشعر بإرتياح لتلك الغيوم السوداء وتلك الرياح الشديدة ..
وماهي إلا دقائق معدودة حتى هطلت تلك الأمطار الشديدة ومن خلفها أعصار شديد .. بدأتوازن القطار يختل وبدأت العربات تتفكك من بعضها بعض العربات تتدحرجت من المنحدرات وانقلب بعضها ..
هدأت الأحوال السيئة للطقس ولكن عدد الضحايا كثير جدا ( منهم من فقد حياته ومنهم جروحه خطيرة ومنهم فاقد الوعي تماما )
نقلت الأسعافات المصابين إلى المشفى , ومن بين المصابين كانت جميلة وسمير ..
جميلة قال عنها الأطباء , ستعود لوعيها خلال ساعات تقريبا
لكن سمير لن يعود إلى الحياة ثانيةً .. وستوضع الجثة في الثلاجة حتى يأتي من يستلمها ..
في هذه الأثناء أستعادت الوعي جميلة , ولكنها لم تذكر سمير بل تذكرت الشيخ حسان ..
فخرجت إلى ممرات المشفى تبكي بشدة ولاتعرف هي أين .. فرأها شيخ طاعن في السن وأمسك بها وقال لها تعالي يابنتي وأجلسي هنا ريثما عائلتكِ تأتي ..
فصرخت في وجه الشيخ وقالت انا ضائعة وليس ليّ عائلة .. فقال الشيخ إذن تعالي وأجلسي بجانبي حتى يأتي الطبيب واطمئن على ولدي القادم من القرية ..
سمعت جميلة كلمة قرية , هبت واقفة وأمسكت بالشيخ وقالت : ارجوك اخبرني مااسم القرية التي ابنك قادم منها ؟؟
فقال : قرية الشيخ حسان ..
صرخت جميلة وقالت : هذا والله أبّي .. نعم الشيخ حسان ابّي
أندهش الشيخ وقال : هل أنتِ جميلة ؟ فتاة القرية الهاربه
قالت نعم .. ولكن الآن أريد العودة إلى القرية فكيف السبيل إلى ذلك !!
قال الشيخ : أسمعي ياجميلة هناك قطار ذاهب إلى القرية بعد ساعة تقريباً إذا كنتِ جادة في العودة سوف أرافقكِ إلى المحطة وأطمئن عليكِ ...
حسناً نحن لن نرافق جميلة حتى تصل إلى القرية فالطريق طويل جداً ...
لذلك سنعود إلى القرية ونستعرض حياة الشيخ حسان بعد فراق جميلة كيف كانت ..!!