شيخ الجبل الجزء الثالث

 

*******

ليالي كئيبة تمر على أهل القصر بما فيهم الخدم ، لم تعد أميرة تطلق تلك الضكات الجميلة مع جميع من في القصر ، اصبحت لا تغادر غرفتها ولا تأكل ولا تشرب ولا تكلم أحداً وبدأ وجهها شاحباً ..

ايضاً شيخ الجبل منعزلاً في غرفة ثانية لا يريد أن يرى أحداً ولا حتى أميرة ..

ولكن الخدم فيما ببنهم أتفقو أن يذهبو إلى الشيخ ويخبروه عن حال أميرة ، ربما عادت المياه الى مجاريها ... حينما طرق الخدم على باب الشيخ لم يسمعو شيئاً او أذناً بالدخول ففزعو وقالوا سوف نكسر الباب ربما أصابه مكروه ، ولكن الشيخ حينما سمع كلامهم أسرع وفتح الباب والدموع تملأ عينيه والحزن يعلو ملامحه ، قال ماذا بكم لما هذا الهجوم على غرفتي .. الم اخبركم بأني لا اريد طعاماً ؟ قال الخدم لا سيدي جئنا نخبرك بأن السيدة أميرة تمر بحالة صعبة جداً ويجب نقلها الى المشفى .. الشيخ من شدة فزعه على اميرة دفع الجميع من أمامه وأسرع الى غرفة أميرة ثم حملها الى صدره وهو يبكي قائلاً سامحيني ياأميرتي وكان يقبل رأسها ويداها وهو يستسمحها ، ثم أسرع بها الى المشفى وهو لا يكف عن البكاء لقد كانت أميرة عشقه وحبه الوحيد ، قال لها يوماً كم أود أن أقبل التراب الذي تمشين عليه ...

أجتمع الأطباء على أميرة وقالوا بأن الفحوصات أظهرت بدمها مادة غريبة ربما كانت سبب مرضها وربما كان العلاج متعسر بعض الشىء ولكن لن نفقد الأمل .. قال أرجوكم أفعلوا أي شىء من أجلها ، ولكن بعد عدة أيام قرر الشيخ أن يسافر بأميرة إلى الخارج ..

بعد أيام قلائل سافرت أميرة وزوجها إلى اوروبا ثم وضعها في أكبر مشفى هناك ولم يعد يهمه المال لقد صرف على أميرة نصف ثروته ، ولكن أصبح الدم في جسدها ملوثاً ويجب سحبه .. هذا يعني أن يأتي بدماً لأميرة في كل مرة تجري فيها هذا العملية عملية السحب ..

بعد ايام تحسنت قليلاً أميرة وطلبت من الشيخ العودة إلى الديار .. ثم طلبت منه أن يوافق بأن تتبنى أميرة طفلاً من دار الأيتام ...