بدون عنوان
كان يرتدي وشاحا من الصوف حول عنقه من شدة البرد , ولكن حين رأها لم يعد يفكر بنفسه فنزع الوشاح ولفه حول عنق السيدة والتي شعرت بخجل ادى الى احمرار وجنتيها وكأنها صبية في العشرين من عمرها ..هكذا هو الحب رسم السعادة على ملامحها فلمعت عيناها وعلى ثغرها ابتسامة ساحرة ..جعلته ينحني امامها قائلا سيدتي لقد ذاب الجليد وتبلسمت الأجراح وخفقت القلوب ..
قالت ولكن انا لم اتكلم ..
قال نعم لم تتكلمي ولكن تبسمتِ فكيف لو تكلمتِ
فضحكت واسندت رأسها على احدى الأشجار الكبيرة واغمضت عيناها لا تريد ان تفقد هذه اللحظات السعيدة .. لا تريد اأن تعود لماضيها الحزين الذي خلفه حبها الأول والذي جعل منها سيدة صارمة ومنغلقة على نفسها ، ولكن حين تذكرت ابنتها شعرت بالخجل من نفسها ..
فأختفت تلك الأبتسامة واصبحت شاردة الدهن ..
رفع رأسها وقال ارجوكِ انظري حولكِ كم هي الحياة جميلة .. ثم قال فأنا منذ وفاة زوجتي لم افكر في الزواج ولكن الأن اصبحت وحيدا بعد زواج ابنتي وانتي ايضا فلماذ نفكر في أنانية الاولاد ...خيم الصمت بينهما وهي لازالت تنظر في عينيه فكانت تلك النظرات العميقة تحكي من خلالها مشاعرهم الجميلة
أنها قلوب البشر المهاجرة تبحث عن الأحتواء , تماماَ مثل الطيور التي تعود لأوكارها بعد شتاء طويل , فتعود تلك الألحان والتغريدات الصباحية لتملأ الدنيا بهجة وفرح ....
جميلة احببتها
ردحذف